expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الجمعة، 14 مارس 2014

عن طنط حشرية وشركاها....

كتير مننا او كلنا تقريبا اتفرجنا علي المسلسل الاكثر من رائع "عايزة اتجوز" وكلنا عارفين شخصية "طنط حشرية" اللي ظهرت في اول حلقة من المسلسل...وكتير مننا برضة كبنات 
قابلناها في الحقيقة في محيط العيلة او محيط المعارف او حتي 
في محيط العمل...عاوزة تعرفي هية مين؟؟  تعالي وانا اقوللك....

"طنط حشرية"  عبارة عن كائن لزج هلامي الشكل رخوي ومتهدل .. احتار العلماء في تصنيفه واخيرا تم الاتفاق علي انة عبارة عن عن خليط ما بين الانسان والبرمائيات يتغذي
علي متابعة الاخبار وجمعها والتلصص علي الناس يظهر في المناسبات والتجمعات الاجتماعية و مؤمن تماما بأنة صاحب رساله ومهمة انسانية عاجلة يتوقف عليها استمرار الجنس البشري وحمايتة من الانقراض وتتلخص هذة المهمه العتيدة
في جملة واحدة "توفيق راسين في الحلال"  
وانطلاقا من تلك المهمة العتيدة والرساله المقدسة لاتدخر طنط حشرية جهدا ولا وسعا في القيام بدروها المنوط بها والذي تكلفها بة غالبا والدة فارس العصر والأوان وملك وامير الزمان "عريس الغفلة"  الذي يحمل غالبا شهادة جامعية مرموقة ويحمل معه عقلية متخلفة تتلخص نظرتها للمرأة في ان دورها في الحياة هوة ان تتزوج لتنجب نساء اخريات يتزوجن بدورهن وينجبن نساء اخريات...وهكذا....
ونظرا لان هذا الابن يعد ثروة قومية فإن مهمه تزويجة تعتبر مهمه قومية عسيره لا تصلح للقيام بها الا "طنط حشرية" التي
تذهب في مهمة استطلاع وبحث عن تلك العروس التي سيتواضع ويتنازل "المحروس" حتي يتزوجها..
وبمجرد وصولها الي عدد من المرشحات لهذا الشرف العظيم تأتي الوالدة صاحبة الوجه المتجهم والنظرات المشككه المتفحصة 
وتفحص كل سم مكعب في وجه وجسد المرشحة البائسة وتطلق عليها سيلا من الاسئلة بدأ من اسمها وسنها وانتهاء بمقاس حذاء 
شقيقة زوجة اخت عم بنت خالها... ثم تمط شفتيها في كبرياء وشمم وتقول " يعني .. اكيد فية احسن منها وريني واحدة تانية عشان اعرف اختار" 
وتبدأ رحلة البحث ....
وفي ميدان المعركه" حجرة الصالون" ومن امام اطباق الجاتوة 
تبدأ المعركة و يبدأ البحث والتمحيص للاستقرار علي وصول 
المرشحة البائسة الي تصفيات الحصول علي "عريس الغفله"
الذي يزور العديد والعديد من حجرات الصالون حتي يعثرعلي
السلعة ذات المواصفات المطلوبة ومن ثم تبدأ مباراه الاتفاق علي لوازم تلك المسرحية الاجتماعية السخيفة الخالية من ابسط المشاعر وارقها والممتلئة بالتمثيل والتصرفات التكلفة المصطنعه..
ولكن مهلا قبل ان نتناول تلك الظاهرة المضحكة المبكية دعونا نتساءل ماهي الاسباب التي ادت اليها؟؟
هل هو الخوف من"العنوسة" تلك الكلمة البغيضة الظالمة التي يطلقها مجتمعنا المريض علي كل من تأخر زواجها وكأن المرأه
عبارة عن سلعة لها تاريخ صلاحية محدد وممكن ان تصاب بالركود!!!!  
أم هو ارتفاع تكاليف الزواج الذي تحول الي مباراه بين الناس 
في المغالاه والتفاخر !! وتحول الزواج من "مودة ورحمة" الي
صفقة وعقد اتفاق مبرم بين عدة اطراف اخرها الزوج والزوجة..
في هذا المجتمع الذي لايعترف بنجاح الانثي الا بوجودها في عصمة ذكر... واكرر "ذكر" لأننا اصبحنا في زمن كثر فية الذكور وشح فية الرجال.. 
لان من يقبل بأن تقوم أمة او أختة باختيار شريكة حياتة في حين
انها لاتختار له حذائة لهو مجرد ذكر وليس رجل ..
من يتزوج بغرض الانجاب فقط ولمجرد حصوله علي شكل اجتماعي فهو ذكر ...
عزيزتي...ان الذي لم يقم باختيارك بناء علي قناعتة هوالشخصية وعن مشاعره ايضا فهو ليس جديرا بك..حتي وان جاء ارتباطكما تقليديا فيجب ان يكون هو صاحب الكلمة الاولي والاخيره بدون وسطاء يقومون بترشيحك له...لاتسمحي لامرأه اخري برؤيتك
ومعاينتك فلسنا في عصر الجواري والحريم...,ولستي سلعة او شيء انما انتي انسانة صاحبة كيان مستقل وصاحبة عقل وشخصية مستقله...
ان ذلك التردي الثقافي والانساني في مجتمعنا ليس مبررا لكن تضعفي وتنساقي وتضحي بأبسط حقوقك في اختيار من يشاركك
حياتك حتي تتخلصي من كلام الجارات والقريبات الشمطاوات اللاتي لايدخرن وسعا في تعكير مزاجك وتذكيرك بخيبتك -من وجهه نظرهن القاصرة المتخلفة-  لانك ستعيشين حياتك مرة واحدة وانت وحدك من سيتحمل تبعات اختيارك لذلك اختاري مايناسبك لا ما يناسبهم....


 
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق